قرر حمزة إدريس (أبو عرب) لاعب الفريق الاتحادي إقامة حفل اعتزاله الأسبوع المقبل أمام فريق جوفنتس الإيطالي، وبدأ في توزيع الدعوات وسط استغراب عدد من المتابعين والمهتمين، وأكثر ما أثار استغرابهم هو التوقيت غير المناسب الذي اختار فيه إدريس توقيت حفل الاعتزال، ففريقه يمر في أسوأ حالاته، ناهيك عن إخفاق إدريس نفسه في إدارة الكرة بناديه وتقديمه للاستقالة بعد الخماسية الشهيرة أمام الهلال الأسبوع الماضي التي صاحبها غضب اتحادي (عارم)، إضافة إلى الاتهامات التي تحاصره بتسببه في رحيل مدير الكرة السابق حامد البلوي.
وكم كنت أتمنى أنه اختار توقيتاً غير هذا، خاصة حينما كان في قمة مستواه وعطائه، وكان فريقه حينها في قمة مجده وسؤدده متربعاً على عرش آسيا عامي 2004/2005.
فحفل الاعتزال ليس مهرجانا يحضر فيه فريق أوروبي وتوزع من خلاله الجوائز ويفوز فيه (الفريق المستضيف) والسلام، بقدر ما هو تتويج للمستوى والخلق والرقي والإنجازات حينما تكون في (قمتها)، إضافة إلى تخليد ذكرى اللاعب نفسه، ليبقى في ذاكرة الأجيال القادمة ليكون لها رمزاً تستفيد منه في مشوارها الرياضي.
وهنا أحب أن أشيد بذكاء لاعب الفريق الهلالي سامي الجابر الذي اختار توقيتاً مناسباً لاعتزاله وهذا يؤكد على أن (ذكاء اللاعب) مطلب وضرورة ليس داخل البساط الأخضر وحسب بل خارج حدود الملعب، فالجابر رحل بعد أن شارك منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2006 وقدم مستوى رائعاً آنذاك، إضافة إلى أنه رحل وفريقه في أفضل حالاته حيث اعتزل في 2007 وسط محبة وتقدير الجميع ليس الجماهير الهلالية وحسب بل جميع الرياضيين، وها هو الآن ينجح بعد الاعتزال مجدداً في موقع آخر كمدير للكرة في نادي الهلال.
وأنا أرى أن فكر الجابر وطريقة اختياره لحفل اعتزاله وذكاءه قبل وبعد الاعتزال، يعد أنموذجا مثالياً على جميع اللاعبين الاستفادة منه، وهذا ليس عيباً أن تستفيد من تجارب الآخرين حتى وإن كان منافساً